الروح الإيجابية: أسس تُبنى وتتقدم عليها الأمم

سبتمبر 11, 2021

عندما استسلمت ألمانيا للحلفاء في العام ،1945 كانت حطام دولة وشعبها محبطاً، بعد أن خسرت أكثر من 10 ملايين قتيل عسكري ومدني، وكان لا يزال 5 ملايين من أبنائها معتقلين في سيبيريا وسجون أوروبا، عدا عن مدنها التي سوّيت بالأرض وبنيتها التحتية التي دّمرت وطرقاتها التي حُرثت، ومصانعها وآلاتها وعلمائها التي حملتها قوات الحلفاء معها.

في ذلك الحين، كان جُل الشعب الألماني قد أصبح من النساء (بنسبة 82% للمرحلة من 18-40 سنة)، وارتفعت معدلات الانتحار إلى مستويات غير مسبوقة.

ولكن بعد ثلاثة أشهر، علت صرخات (النهوض من القاع)، الصادرة من نساء الشعب في غيابٍ تامٍ للحكومة. وبدأت النساءُ والشيوخُ بجمع الأنقاضِ لإعادة بناء البيوت، وجَمْع الأوراق والكتب من تحت الأنقاض لفتح المدارس.

لقد لجأت النساء إلى كتابة شعارات تبث الأمل، وتحثّ على العمل على حطام الجدران، مثل (لا تنتظر حقّك). 

. (افعل ما تستطيع).  . (ازرع الأمل قبل القمح) وخلال الفترة الممتدة من العام 1945 وحتى العام ،1955 تمت إعادة بناء البيوت والطرقات والمدارس، ومن العام 1955 إلى العام 1965 بناء المصانع واستقبال 4 ملايين عامل من تركيا ومناطق ألمانيا الشرقية، حينئذ تغيرت الشعارات على الجدران إلى (جدية وأمل)
أما في الفترة من العام 1965 إلى ،1975 فقد ظهر رجالُ الأعمال الوطنيون، وتكفّل كل منهم بتدريب 50 شاباً، فعادت ألمانيا لتصبح قوة اقتصادية عظمى .
ومع تنامي قوتها الاقتصادية، سقط (جدار برلين)، وأصبحت ألمانيا أقوى اقتصادٍ أوروبيّ، بعد أن كانت تفتقد إلى الكهرباء لتشغيل الراديو، وبعد أن كان شعبها لا يملك النقود لشراء الصحف، وكانت جدرانها المحطمة وسيلة الإعلام الوحيدة، لبثّ الأمل وخلق روح إيجابية جبّارة، مكّنت شعباً مُحبطاً ومحطّماً من أن يصنع معجزة اقتصادية عالمية .

arAR